في مثل هذا اليوم قبل 72 اثنتين وسبعين سنة، وقعت الجريمة، جريمة الاحتلال، بهدف الاحتلال، العصابات الصهيونية مارست التطهير العرقي على أوسع نطاق، كانت تلك المنظمات الإرهابية مدعومة بالكامل من الانتداب البريطاني، دُربت في معسكرات الجيش البريطاني، لتنفيذ وعد قطعه أرثور بلفور بإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين؛ كان ثمنها جرائم تطهير عرقي نفذتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، لم يُحرك لها العالم ساكنا.
في هذا اليوم 15 مايو 2020، تأتي الذكرى ال 72 للنكبة في ظل وضع دولي أكثر خطورة، تدق طبول الحرب على وقع تراجع دور المنظومة الدولية، وتصارع القوى لاقتسام النفوذ والتأثير، تغيب المواثيق الدولية، ويواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي تمرده على القانون الدولي والشرعية الدولية،
72 عاما مضت، وعناوين النكبة لا تزال ماثلة، ومحاولات الانقلاب على الشرعية الدولية متواصلة، ووعود جديدة تطلقها الإدارة الحالية للبيت الأبيض، بالعبث بمصائر الشعوب أو بمصادرة دور المنظومة الدولية، ومنظماتها والأونروا على رأس قائمة الاستهداف، تجسيداً لرغبات الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وارهابه بحق من ينتقد جرائمه، متنكراً للشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها. ومنها القرار 194 الذي يدعو إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة لهم الى أراضيهم، التي هجروا منها عام 48. بل ويعمل جاهداً الى إلغاء وكالة الأونروا الشاهدة على مأساة اللاجئين، والتي أنشأت بموجب القرار 302 لعام 1949.
النكبة 1948 هي المأساة الأكبر في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، ودلالة على ازدواجية معايير المنظومة الدولية ممثلة بمجلس الأمن، فمن ناحية تم طرد مئات الألاف من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات وتسببت في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم، يرون بيوتهم وأراضيهم على مرمى العين، ويحرمون منها ويمنعون من العودة اليها.
جريمة تطهير عرقي ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة، ودمرت نحو 531 قرية ومدينة بالكامل،
نحن الشعب الفلسطيني، سنبقى على ارضنا، 13 مليون فلسطيني نصفهم يعيشون في الشتات واللجوء القصري، مصممون على العودة الى بيوتهم التي هجروا منها. مصممون على تطبيق القرارات الصادرة عن المنظومة الدولية.