يصادف غداً السبت 21/3/2020 ، الذكرى الثانية والخمسين ” 52 ” ليوم الكرامة، التي التحم فيها الدم الفلسطيني والأردني.
بعيد حرب حزيران 1967 ، وتحديداً في 21 آذار/مارس عام 1968 اتخذت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قراراً بضرب الثورة الفلسطينية التي بدأت تستجمع قواتها على الضفة الشرقية لنهر الأردن، فدفع موشي ديان “وزير الحرب الإسرائيلي وهو صاحب مقولة ان الثورة الفلسطينية كالبيضة في يدي اكسرها وقتما اشاء” بالجيش الإسرائيلي من عدة محاور، فتصدت لها مجموعات الفدائيين الفلسطينيين ومدفعية الجيش الأردني وكان اشد المعارك في قرية الكرامة واستمرت أكثر من 16 ساعة، أجبرت إسرائيل على الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركة جثث جنودها وكافة المجنزرات والدبابات على ارض المعركة.
أخفقت إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية، وطلبت لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، إلا الجانبين الفلسطيني والأردني رفض ذلك، وكان الجواب “عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر”.
معركة الكرامة كانت نقطة تحول كبيرة بالنسبة للثورة الفلسطينية بشكل عام، ولحركة فتح بشكل خاص، حيث بدأت تنهال طلبات التطوع في المقاومة سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية فلسطينيين وعرباً، وعمت المظاهرات الكبرى شوارع المدن الأردنية وعواصم الدول العربية خلال تشييع الشهداء، وبدأ الاعلام الدولي يركز اهتمامه حول القضية الفلسطينية وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.
ارتقى في المعركة 17 شهيداً من الجانب الفلسطيني، و20 من الجانب الأردني و65 جريحا بينهم عدد من الضباط، ودمرت 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان،
وقتل 70 سبعون جندياً إسرائيليا وأكثر من 100 جريح، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات.
لم ننس تذكير العالم بضرورة توحيد الجهود لمكافحة انتشار فيروس، ولكن البعض “إسرائيل على وجه التحديد” تستغل هذه الظروف لفرض وقائع جديدة على الأرض مسنودة بالكامل من الإدارة الامريكية.
ونقول أن العبرة من معركة الكرامة أنه لا يجب الاستهانة من رد فعل الضعيف، مهما بلغت قوتك.
مطلوب تعاون دولي واسع لمنح الامل، وإشاعة العدل والالتزام من قبل الجميع بالمعايير والمواثيق والقرارات الدولية.
في يوم الكرامة.. لا ننسى الشهداء فهم النور والعلامات الناصعة على طريق التحرير .