سفير فلسطين لدى بولندا:
بفضل مقاومة الاحتلال واستعادة حريتها، بولندا دولة مهمة في أوروبا والعالم –
نحن مع السلام العادل والشامل الذي يحقق حل الدولتين على حدود عام 1967 –
أمريكا تحاور إسرائيل، وتعتقد أن على الفلسطينيون القبول بالهامش –
– خطة ترامب لا تساوي شيئاً، هي خطة إسرائيلية وضعها الجنرال ايغال آلون بعد احتلال الضفة الغربية
وارسو، 26 تشرين اول
قال سفير دولة فلسطين عميد السلك الدبلوماسي العربي لدى بولندا د. محمود خليفة، ان بولندا دولة مهمة في أوروبا، وان تعزيز العلاقات البولندية العربية المشتركة يرتقي سلم الاهتمامات.
وقال ان العلاقات المشتركة بين بولندا وفلسطين تاريخية تعود لعشرينيات القرن الماضي، وفلسطين استضافت نحو سبعين ألف مواطن بولندي في فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي ابان الحرب العالمية الثانية.
جاء ذلك في لقاء مطول مع الموقع الاعلامي ” قرب الشرق الأوسط- Stosunkowo Bliski Wschod” الذي يبث برامجه عبر الشبكة العنكبوتية، ويهتم بقضايا الشرق الأوسط.
وأضاف سعادته في لقاء يبث اليوم الاثنين 26 تشرين أول، نحن دولة وشعب تحت الاحتلال، والى جانب تعزيز العلاقات، فإن مهمتنا تنصب على عرض قضيتنا أمام الرأي العام البولندي، فبولندا عانت الاحتلال والتقسيم لنحو 123 عاماً، عبر وسائل الإعلام البولندية ومن خلال موقعنا الرسمي.
وأوضح السفير خليفة أن بولندا أحد أهم شركاء فلسطين في الاتحاد الأوروبي، وفي المجموعة الدولية، ولدينا تعاون وثيق على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، والبرلماني، وهناك مجموعة برلمانية بولندية فلسطينية نتشارك وإياها الآراء.
وهناك لقاءات واتصالات على مستوى قادة الدولتين والوزارات المختصة في مجالات التعليم والرياضة والمناخ والزراعة والتجارة، ورغم أوضاع كورونا لا لا نشكو قلة العمل.
وحول مكانة بولندا أكد السفير خليفة:
أن بولندا وشعبها مثال جيد للحفاظ على الأمل، لقد فقدت بولندا حريتها وموقعها السياسي على خريطة العالم وظلت تحت ثلاث احتلالات لنحو 123 عامًا، وتسائل، الم تحاربون المحتل، وترددون مقولة “من أجل حريتنا وحريتكم”. واليوم، تتبوأ بولندا موقعاً سياسياً مهماً في أوروبا والعالم ايضاً. وأحرزت تقدمًا كبيرًا في مختلف المجالات، وهذا نراه في كل مكان.
وأضاف سفير فلسطين، للأسف، في ظل المتغيرات السياسية العالمية، هناك قوى تحاول سرقة الفرح والامل من وجوه وشفاه أطفالنا وأجيالنا. وكفلسطيني، أود رؤية الأمل والفرح على وجوه الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية كذلك.
ورداً على سؤال حول الصراع في الشرق الأوسط، قال سفير دولة فلسطين: هذا الصراع يدلل على عجز المجتمع الدولي وازدواجية معاييره.
القيادة الفلسطينية كانت ولا تزال مستعدة للحل السلمي على قاعدة الشرعية الدولية ووفق جدول زمني محدد، الإدارة الامريكية فقدت دورها كراعٍ ووسيط نزيه، وما تسمى خطة ترامب، ليس لها علاقة بالسلام، بل وصفة قديمة لاستمرار الاحتلال.
الإدارة الامريكية وإسرائيل تناقشان وتقرران، وتريدان من الجانب الفلسطيني القبول بقوالب جاهزة تتجاهل حقوقه. مضيفاً نفهم الظروف الحالية وكلاهما” أي ترامب ونتنياهو” يبحثان عن مخارج لأزماتهما على حساب الشعوب.
وأوضح ان الجانب الفلسطيني والعربي طرق كل الأبواب، وقدم رؤية مشتركة سميت بمبادرة السلام العربية، كانت فرصة
لإسرائيل لتحقيق السلام، وإقامة علاقات طبيعية ودبلوماسية مع 57 دولة عربية وإسلامية، مقابل إنهاء إسرائيل احتلالها لجميع الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران / يونيو 1967 (الضفة الغربية، قطاع غزة، مرتفعات الجولان، والاجزاء التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان). والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وضمان تسوية عادلة لقضية اللاجئين الفلسطينيين؛ وإسرائيل رفضت هذا الاقتراح.
نحن نطالب بحقوقنا الوطنية وبالعدالة الممكنة، ونتحدث عن حل على حدود عام 1967، أي 22% من فلسطين التاريخية، هل هذا كثير؟
واستطرد، السلام الذي تريده إسرائيل، هو تنازلنا عن حقوقنا الوطنية وترك ارضنا، وهذا لن يكون. لذلك نحن أمام رؤيتان لا إمكانية لالتقائهما، رؤية دولة الاحتلال، ورؤية الشعب الواقع تحت سلطة هذا المُحتل، ومن المهم ان يكون الوسيط بينهما نزيهاً محايداً، والإدارة الامريكية تفتقر لذلك.
وأوضح سفير فلسطين أنه وجه رسالة للإسرائيليين واليهود عبر صحيفة الجمهورية البولندية، مضمونها: ان الدولة الفلسطينية من حقنا وواجبهم الأخلاقي، لأنهم يعرفون حجم المعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على المستوى الفردي والجماعي.
ورداً على سؤال لماذا لا يقبل الفلسطينيون بضم الضفة الغربية؟
قال السفير خليفة: اعطوني شعباً في العالم لم يقاوم الاحتلال، اشيروا لأي شعب في العالم وافق على سرقة أراضيه.!!
مضيفاً أن الإجابة تكمن في تعريف مصطلح “الضم”، وهذا فعل محظور حسب القانون الدولي وتتعارض مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي خرق للمواثيق والمعاهدات الدولية.
ما تريده “إسرائيل” يعني انتهاء حل الدولتين، والتوجه لحل الدولة الواحدة، فهل هي مستعدة لهذا الحل بحقوق متساوية لجميع مواطنيها، إذا كان هذا ما تريده إسرائيل فلتتفضل لإعلان ذلك، غير ذلك سنكون امام دولة فصل عنصري، فهل سيسمح العالم بذلك؟!
دولة الاحتلال تسعى لضم أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية وأقل عدد من الفلسطينيين، ودفعهم للعيش في جيتوهات معزولة مسيطر عليها عسكرياً.
ما نريده ونسعى لتحقيقه، سلام عادل واستقرار في المنطقة مبني على استعادة حقوقنا، وضمان حل الدولتين، التزاماً بقرارات الشرعية الدولية.
وحول اتفاقيات التطبيع الامريكية الإسرائيلية الإماراتية البحرينية، قال عميد السلك الدبلوماسي العربي:
لا يوجد هناك تطبيع، وانما خضوع وخنوع، هناك مصالح أمريكية إسرائيلية يجري تحقيقها على حساب حقوق الشعوب. إسرائيل تحصل على مكافئات في الوقت الذي تواصل فيه احتلال الأراضي الفلسطينية، وما هو الثمن الذي حصلت عليه الامارات مقابل تنازلها عن الجهد والإجماع العربي وتخليها ايضاً عن المبادرة العربية لعام 2002 والتي جاء التطبيع فيها كخطوة أخيرة بعد التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
ما نراه هنا خروج عن الاجماع العربي، فلا تزال “إسرائيل” دولة قائمة بالاحتلال، وتواصل مصادرة الأراضي وهدم منازل الفلسطينيين وبناء المزيد من المستوطنات الاستعمارية لليهود.
كنا نريد حقاً رؤية جهد حقيقي للإدارة الأمريكية من أجل السلام كما تعمل من أجل إلحاق الضرر بالسلام.
وبخصوص رفض الفلسطينيين “خطة ترامب”، قال سفير فلسطين:
نحن لا نرفض جهود السلام، لو كانت إسرائيل معنية بالسلام لنفذت ما اتفقنا علية في اتفاقية أوسلو التي كان يفترض ان تصل لنتائج نهائية عام 1999؛ إسرائيل تواصل بناء الاستيطان الاستعماري، وبالأمس القريب اتخذت قرار بناء 5000 وحدة استعمارية.
ترامب لا يقدم حلاً للشعب الفلسطيني، والخطة التي يجري الحديث عنها ليست أمريكية بالمطلق، هي خطة إسرائيلية قدمها الجنرال “ايغال الون” عام 1967 بهدف السيطرة على الضفة الغربية وترك الفلسطينيين يعيشون في كانتونات في المدن الكبرى، يفصلها حواجز إسرائيلية تحول دون وتواصلها الجغرافي، ولا تتيح قيام دولة فلسطينية في المستقبل. ووفقًا لهذه الخطة، فإن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستبدو وكأنها جبنة سويسرية، هذا ما تعرضه الخطة المسماة خطة ترمب ولا يعلم منها شيء؟!
واي دولة تتلقى هذا الدعم اللامحدود من الإدارة الامريكية ليست بحاجة للسلام ولن تسعى له.
وأكد سفير دولة فلسطين أن الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه الوطنية، وإقامة دولته وفقاً للقرارات الدولية وانسجاماً مع حقه التاريخي، نريد السلام والاستقرار، وعلاقات حسن جوار. ونتحدث عن ذلك بصوت عالٍ، مضيفاً ان الرئيس عباس في مجلس الأمن تحدث حول ذلك بدون مواربة من خلال دعوته لمؤتمر دولي بمشاركة الرباعية وأي طرف آخر مهتم، وفق جدول زمني ومضامين واضحة، تفضي الى حل الدولتين، دولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967، عاصمتها القدس، وحل متفق عليه بالنسبة للاجئين، الى جانب دولة إسرائيل.
وحول دور الجالية الفلسطينية في بولندا، قال السفير خليفة أن الجالية الفلسطينية صغيرة نسبياً ولكنها نوعيه ففيها رجال أعمال وأطباء ومهندسين، وهم متقاربون متفاعلون يساهمون في تعزيز التعاون المشترك، وانه يقدم الدعم لعقد اللقاءات والاجتماعات معهم من وقت لآخر، وأوضح ان ظروف كورونا تحول دون مواصلة هذه الاجتماعات لكن السفارة تتابع أوضاعهم وتحرص عليهم، وأعضاء الجالية يساهمون في كافة الفعاليات والأنشطة التي نقيمها.
وفيما يتعلق بالعادات والتقاليد والمأكولات الشعبية قال سفير فلسطين
قبل أيام بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، نظمت زوجتي لقاءاً مصغراً في مقر الإقامة لعرض التراث الثقافي الإنساني للشعب الفلسطيني. والمأكولات التقليدية. فالمطبخ الفلسطيني، مثل ثقافته، واسع جدًا فالشعب الفلسطيني له ماض وحاضر ومستقبل، وليس بحاجة إلى احتلال شعب آخر وتبني تقاليده وهويته. نفخر بعاداتنا وثقافتنا التي طورتها أجيال من أسلافنا.
وكل بيت فلسطيني، غنيًا أم فقيرًا، ستجد على مائدة افطاره الحمص والفلافل، وزيت الزيتون والزعتر ، وقلاية البندورة.
رابط اللقاء : https://stosunkowobliskiwschod.pl/podcast